أخر الاخبار

تحميل كتاب صناعة النخبة بالمغرب لـ عبد الرحيم العطري pdf

 تحميل عبد الرحيم العطري صناعة النخبة بالمغرب pdf

تحميل كتاب صناعة النخبة بالمغرب pdf

كيف تستوي الطريق نحو القمة؟ ما أو من الذي يعبد ذات الطريق نحو قشدة المجتمع؟ وكيف يصير بالإمكان احتلال موقع ما ضمن خارطة الذين هم فوق؟ وكيف يكون الوصول ممكنا إلى فضاءات صنع القرار وحياكة اللعب؟ وبدءًا ما المقصود بالنخبة؟ ما هي حدودها وامتداداتها في النسق السوسيوسياسي المغربي؟ وما الذي يحدد بالضرورة إمكانات الانخراط في النخبة أو الخروج منها؟ وانتهاء هل تتوفر على نخبة مغربية فاعلة تخطت مرحلة الخصاء واللافعل؟

لابد من طرح هكذا تساؤلات ونحن نحاول البحث عن "حبة فهم" لاستيعاب شروط إنتاج وإعادة إنتاج النخبة في هذا "الهنا"، فالطريق المنتهية بصاحبها ومسالكها إلى قشدة المجتمع ودوائر صنع القرار، لا تكون دوما في متناول الجميع، ولا تكون معيدة بالضبط في وجه الذين هم تحت ممن لا يملكون وسائل الإنتاج والإكراه في النسق المجتمعي. فثمة أفراد بعينهم هم الذين يستطيعون حسم النهاية لصالحهم دائما، والصدفة هنا تظل محدودة الأثر.

صناعة النخبة أو الطريق نحو قشدة المجتمع هو عنوان معرفي آخر لاشتغال سوسيولوجي يرنو إلى قراءة النسق العام وتفكيك تفاصيله الدقيقة، إنه محاولة أخرى على درب التحليل السوسيولوجي لأشد الرموز والحقول التباسا في مشهدنا العام، وهو خطوة مكملة لدفاعنا الأول عن السوسيولوجيا وانخراطنا الثاني في البحث عن معنى ما لأن يكون الإنسان شابا هنا والآن عبر رصد جدل الإدماج والتهميش.

يتوجب أن يكون رهان الفكر السوسيولوجي متصلا بالجرأة والتفكيك، كما أن الاجتهادات السوسيولوجية تكون أحيانا غير ذات جدوى ما لم تكن متصلة بمشروع فكري نوعي يقطع مع المداهنة والمسايرة والتلاعب، وفي هذا الإطار و"إذا كان صحيحا كما يقول باشلار بأن على كل كيميائي أن يقاوم الخيميائي الذي يسكنه، فإن على كل عالم اجتماع أن يقاوم النبي الاجتماعي للطالب بتجسيده من قبل جمهوره ويجب قبلا أن يُرسم القطائع بشكل نهائي مع إمكانات الاحتواء خشية الوقوع في فخ المقاربات الكسولة والاختزالية، وفضلا عن ذلك فالكتابة السوسيولوجية لا يمكن أن تكون إلا ممارسة عنيفة تأخذ على عاتقها التاريخ والإيديولوجيا والعلم. 

و هذا ما يجعل البحث في سوسيولوجيا النخبة المغربية مرهونا إلى حد بعيد باستثمار خاص جدا للتحليل التاريخي والسياسي لمسارات النخب وتشكلها في النسق العام، أملا في فهم ديناميات إنتاجها ودوراتها في المجتمع، فالكتابة السوسيولوجية، ككل كتابة فنية ممارسة (خاصة في كل مرة) للتاريخ والعلم والإيديولوجيا ، ومع ذلك فهذا لا يدعو مطلقا إلى تبرير الغرق النام في الإيديولوجيا، فالمسافة الوضوعية بين الذاتي والموضوعي تظل ضرورية للاشتغال العلمي، بل إنها الأساس المعرفي الذي يحصن الممارسة السوسيولوجية في تعاطيها مع أسئلة المجتمع وقضاياه، وهي التي تقيم الحدود المنطقية بين الحدوس الظنية والمعرفة العلمية أو بتعبير بيير بورديو الحد الفاصل بين السوسيولوجيا العفوية والسوسيولوجيا العلمية.

فالسوسيولوجيا علم صراعي باعتبار أن الحقول الاجتماعية هي حقول قوى تتصارع فيما بينها للتغيير أو للحفاظ على علاقات القوى السائدة في كل حقل فهذا يستوجب بالضبط مزيدا من الانتباه لكافة التنافسات والصراعات التي تعتمل داخل الحقول، أملا في فهم ديناميات التغيرات والتحولات التي يعرفها المجتمع، وهذا كله لن يكون ممكنا بدون ارتكان نام العملية النقد والمساءلة، خصوصا وأن الهدف المعرفي لهكذا مقاربة يظل أكثر اتصالا بشجون المجتمع المغربي، بكل ما ينتجه هذا الاتصال من صعوبات على مستوى آليات الاشتغال ومقترباته.

تحميل الكتاب pdf


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-